قصة خيالية مشوقة لمعرفة قيمة الإعتذار : قصة الفتى إليدور والملك .




مرحبا بكم أعزائي في هذه القصة المشوقة والتي هي قصة من أجل معرفة قيمة الإعتذار عن الأخطاء وأيضا لمعرفة أضرار السرقة . قصة الأطفال هذه قصة تربية على الأخلاق الحميدة من أجل النمو السليم وتنمية قيم دينك في نفسيتك وفي تعاملك مع الناس وأيضا في أفعالك ، أترككم مع القصة قراءة ممتعة :

قصة خيالية مشوقة لمعرفة قيمة الإعتذار : قصة الفتى إليدور والملك .

في يوم من الايام في انجلترا القديمة عاش ولد صغير يدعى إليدور الذي نشأ ليصبح رجل دين ، يوما بعد يوم كان يسير من منزل والدته وصولا إلى معبد الرهبان .هناك تعلم الحروف الأبجدية ليقرأ ويكتب أيضا ،لكنه كان ولدا كسولا و بطيئا أيضا وإذا تعلم كتابة حرف واحد ينسى حرفا آخر لذا كان يحرز تقدما بسيطا ، وعندما رآه الكاهن حاول جاهدا أن يجعله يتذكر بإستخذام طرق مختلفة لكن كانت بلا فائذة ، سرعان ما أصبحت أساليبهم صعبة لهذا إليدور لم يستطع التحمل أكثر فقال لهم : توقفوا ، توقفوا . ذهب إليدور بعيدا وهو يمسح الذموع من على وجهه . عرف إليدور أنه لا يستطيع العودة للمنزل لأن والدته لن تصبح سعيدة لمغادرته للمعبد لذا رحل بعيدا في الغابة وٱستمر في الركض لمدة يومين جائعا وعطشا حتى وجد نفسه أخيرا عند جوف شجرة بجانب النهر . قام بالجلوس هناك وكان متعبا ومنهكا وفجأة ظهر أمامه قزمان صغيران .فقال له أحدهما : مرحبا تبدو في مثل عمرنا ، هيا سنقودك إلى أرض مليئة بالألعاب  الأنشطة .

تفاجأ إليدور لكنه فكر قليلا ، فقال : العودة للمنزل ليست متاحة ، سوف أذهب معكما . ذهب إليدور معهما ، أولا عبروا ممرا مظلما تحت الأرض لكن سرعان ما خرجوا إلى مدينة جميلة بها أنهار ومراعي وسهول وغابات من أجمل ما يمكن وهناك لا تشرق الشمس ، السحب تملأ السماء دائما ؛ إذن لا توجد شمس خلال النهار ولا قمر و نجوم في الليل . قاد القزمان إليدور إلى الملك الذي سأل لماذا. وأين أتى؟

فقال أتيت من إنجلترا حيث يجعلونك تدرس وتتذكر أشياء حتى لو لم تريد هذا .

فقال الملك هذا مثير للإهتمام ، لا نفعل هذا هنا ، أتعرف شيئا سوف تلعب مع إبني .

أومأ إليدور سعيدا وغاذر وهكذا أصبح إليدور صديقا لإبن الملك ورافقه في كل الألعاب والأنشطة مع أقزام آخرين ، كان شعره طويلا ويصل إلى كتفيه ولديه أحصنة بحجم كلاب الصيد ولا يأكلون اللحم ولا الطيور ولا الأسماك بل يعيشون على الحليب المطعم بالزعفران وتماما مثل اساليبهم العجيبة ، أفكارهم كانت غريبة ، إنهم لا يقسمون وفي نفس الوقت لا يكذبون أبدا . كانوا يضحكون ويسخرون من البشر على كذبهم وخيانتهم وبالإضافة إلى أنهم خيرون ، كانوا يفضلون  شيئا واحدا فقط وهذا الشيء كان الحقيقة . على كل إليدور كان يحضى بوقت جيد . مر الوقت  بدأ يشتاق إلى المنزل وإلى رؤية الناس في نفس حجمه ، ولذلك ذهب لرؤية الملك وطلب الإذن ليذهب ويزور والدته .

فقال الملك : لا بأس ، يمكنك هذا لكن عدني أنك ستعود بعد أيام قليلة ، وإذا لم تحفظ وعدك ستفقد هذا المكان إلى الأبد .

فأجابه : أنا أعدك سأعود يا مولاي .

قال إليدور هذا ثم غاذر ، قاذه القزمان الصغيران عبر الممر وأرشداه إلى الطريق حتى إقترب من منزل والدته وحينها لوحا لهما وودعهما وأختفيا . ذخل إليدور منزله ، وعندها تركت والدته ما في يديها وأسرعت لإحتضانه . فقالت له : أين كنت يا بني ، ماذا فعلت ؟ لقد إفتقدتك كثيرا ، أين ذهبت ؟ أخبرني يا بني أخبرني .

وهكذا أخبرها إليدور بما حدث ، إندهشت الأم لسماع هذا لكنها كانت سعيدة لعودة إبنها للمنزل . فقالت له : هيا الآن ، إذهب وٱستحم ، سأعد عصيدتك المفضلة .

فأجابها بسعادة فائقة : آاااااه العودة للمنزل رائعة .

مرت الأيام وسرعان ما حان الوقت ليعود إليدور لمدينة الأقزام ، ذهب لوالدته وأخبرها بهذا الشأن .فردت عليه : لا ، لن أسمح لك بالذهاب ،أنت إبني .

شرح لها أنه وعد الملك ويجب أن يفي بوعده . بكت والدته بشدة لكن إليدور وعدها أنه سيعود قريبا وهكذا عاش إليدور جزئيا مع الأقزام ومع والدته أيضا ، يسير كل شيء على مايرام حتى جاء يوم عندما كان عائدا لزيارة والدته وأخبرها عن الكرات الصفراء المستخذمة في اللعب وأعتقدت أنها مصنوعة من الذهب ، لذا طلبت منه أن يحضر إحدى الكرات معه في المرة القادمة .

فقالت له : فكر بشأنها يا بني ستتغير حياتنا ، عليك فعلها يا بني ، عليك هذا .

فأجابها : سأرى ماذا يمكنني فعله يا أمي .
عندما حان الوقت ليعود لزيارة والدته مجددا أمسك بإحدى الكرات الصفراء القريبة منه وأسرع تجاه الممر ، في منتصف الممر سمع صراخا ( يا هذا أعد تلك الكرة ) إنه أحد أفراد جيش الأقزام كان يتجول بالقرب ورأى إليدور يهرب ومعه الكرة . بدأ في مطاردته فورا ، وبينما يهرب إليدور عبر الجوف إنزلق وسقطت الكرة من يده ، لكن فات الأوان لقد فقد الكرة وأيضا إختفت الشجرة للأبد . استمر في البحث عنها لعدة سنوات ولم يجدها ولم يستطع أن يعود للمدينة .
إشتاق كثيرا إلى اللعب مع الأقزام لذا بعد فترة عاد مجددا إلى المعبد وأصبح بعد الدراسة راهبا . إعتاد الناس القدوم والبحث عنه حيث كان معروفا بالحكمة ، وفي أحد الأيام عندما كبر إليدور أتى لزيارته الراهب الذي علمه .
فقال له : إذن يا إليدور ، يبدو أنك نضجت بشكل أفضل مما كنت ، أنت الآن شاب يافع .
فقال له : أجل ، لكن هناك شيء دائما ما يشعرنى بالألم .
أخبر إليدور الراهب كل شيء عن الأقزام .
إليدور : آااه كم أفتقد الأقزام ، نادم بشدة على سرقة الكرة .
الراهب : آااام لما لا تحاول لمرة أخرى ، بما أنك تشعر بالندم على ما ما فعلت ربما تتحقق أمنيتك .
إليدور : أنا حقا آسف ، لكن لا أعتقد أني سأجدها ، حاولت لسنوات .
الراهب : ثق بي يا إليدور ، أنا أعرف أكثر منك ، ثق بي وآذهب ، ستجدها .
وهكذا شعر إليدور فجأة ببعض مشاعر الأمل وغاذر المعبد وذهب إلى الغابة وعندها أصابته الذهشة بعد أن وجد الشجرة راسخة وقوية كما لو أنها لم تختفي .
فقال : إنها هنا ، كان محقا .
لم يضيع إليدور الوقت ، دخل إلى الجوف وسرعان ما كان يسير في الممر وعندما وصل إلى نهايته نظر حوله ورأى كل الأقزام يتجولون ويضحكون كما كانوا من قبل .
فقال : لقد عدت .
بدأ التجول في الأرض كما يشاء وذهب لرؤية أصدقائه ، وجدهم يجلسون جميعا في الحديقة و كانوا قد كبروا في السن .
قال أحدهم : آااه إليدور ، أين كنت ؟ أنت لم تزرنا لعدة سنوات ظنننا أنك تكرهنا .
أخبرهم إليدور كل شيء وعن محاولاته لإيجادهم وأنه لم يجد الممر أبدا .
فقال إبن الملك : مؤكد أن أبي فعل كل هذا ، حسن لا عجب أنك لم تعد .
فقال إليدور : سعيد جدا برؤيتكم ، أردت أن أعتذر للملك عن سرقة تلك الكرة الصفراء .
لذى ذهب إلى الملك حتى يقدم الإعتذار والندم .
فقال الملك : حسنا إذن ، أنا سعيد جدا بإعتذارك وحيث كنت أنني دائما معجب بك ، أنا سوف أسامحك .
فرح إليدور لسماع هذا ، شكرا الملك وغاذر لينظم إلى أصدقائه .
فجأة ظهر الراهب من العدم فقال له الملك : لقد نجحت الخطة ، شكرا على رعايته كل تلك السنوات .
فأجاب الراهب : حسنا ، إنه ولد جيد ، شكرا على فتح المدخل .
إستمتع إليدور والأقزام وتعلم إليدور درسا مهما وهو ألا تخدع أبدا من كان يثق بك ، كن صالحا دائما وتذكر أن تعتذر على أي خطأ إرتكبت .


النهاية ..
أتمنى أنكم عشتم معي أحداث القصة و ٱستفدتم  من هذه القصة المشوقة الخيالية التي علمتكم قيمة الإعتذار وأضرار السرقة ، دمتم متألقين إلى اللقاء في قصة جديدة ( يمكنكم حفظ رابط موقعنا لأن كل يوم ستجدون قصة جديدة ومميزة سواء قصصا للأطفال أو للكبار ) .

 يمكنكم قراءة قصة الشحاد المليونير من خلال الضغط على الرابط

https://www.9issass.xyz/2020/07/blog-post_14.html