قصة الأميرة وحبة البازلاء ، قصص عربية جديدة للأطفال .
طالما كنا نقرأ قصصا في صغرنا ، قصصا مشوقة أو قصص ما قبل النوم أو قصصا عربية للأطفال . كنا نحبها كثيرا ولا زلنا كذلك ، نحبها حبا جما ولا نستطيع أن نتخلى عنها . في هذه القصة ، نسرد لكم حكاية مشوقة عنوانها حكاية الأميرة وحبة البازلاء ، أترككم مع هذه القصة المشوقة ، قراءة ممتعة :
حكاية الأميرة و حبة البازلاء : الجزء الأول :
كانَ يا ما كانَ في قديمِ الزمانِ كانَ هُناكَ بلادٌ يَعيشُ فيها الجَّميعُ بسعادةٍ. كلُّ الفتياتِ الشاباتِ في البلادِ كُنَّ مُعجباتٍ بابنِ الملكِ والملكةِ الوسيمِ. كانَ الأميرُ الشابُ طَويلَ القامةِ، بِعينَينِ خَضراوَينِ وشعرٍ أسودَ، وكانَ أيضاً طيبَ القلبِ. كانَ الملكُ والملكةُ قدْ ربَياهُ بشكلٍ جيدٍ جداً. أصبحَ الأميرُ شاباً وماهراً في السباقِ والسيفِ. وكانَ قارئاً مُتعطشاً وعازفَ بيانو ممتازاً. ولكنْ لأنهُ كانَ مِثالياً، لمْ يستطِعْ أنْ يُحبَ أو يتزوجَ أحداً.
الأمير : يا أُمي، الفتاةُ التي سأتزوَجُها عليها أنْ تكونَ أميرةً حقيقيةً، حساسةً ومهذبةً وأنْ تتمتعَ بالأخلاقِ العاليةِ. يجبُ أنْ تكونَ جميلةً مِنَ الداخلِ والخارجِ. ولها صوتٌ شجيٌ حتى تتمكنَ مِنْ مُرافقتِي أثناءَ العزفِ على البيانو.
الملكة : بالفعلِ. يجبُ أنْ تكونَ أيضاً شخصاً يُفكِرُ في مَصالحِ بلدِها، تُساعدُ الجَميعَ وتَتصرفُ بعدلٍ.
حكاية الأميرة و حبة البازلاء : الجزء الثاني :
الأمير : أنتِ مُحقةٌ يا أمي. يجبُ عليها أيضاً أنْ تُحبَ الحيواناتِ وتَحمِيها.
نظراً لعَدمِ وُجودِ أميرةٍ بهذهِ الخصائصِ في بلدِهِم، قررَ الأميرُ الشابُ البحثَ عنْ أميرتِهِ في بُلدانٍ أُخرى. كانتِ الأميرةُ التي قابلَهَا في أولِ دولةٍ زارَهَا جميلةً جداً. لكنْ في أحدِ الأيامِ بينما كانَا يتجولانِ في الحديقةِ، رأيَا جَرواً صغيراً يَجلِسُ تحتَ الشجرةِ. بدأتِ الأميرةُ فجأةً بالصراخِ. يااااه! خُذْ هذا الحيوانَ القَذرَ وارمِهِ خارجاً. لا أريدُ رؤيتَهُ في حديقتِي. كانَ صَوتُهَا قاسياً ومُخيفاً لدرجةِ أنَّ الحُراسَ هَرعُوا وتَبِعوا أوامرَها.
الأمير : لا، هذا السلوكُ غيرُ مَقبولٍ. لا أستطيعُ الزَّواجَ مِنْ فتاةٍ بهذهِ القَسوةِ.
قامَ بتوديعِها بأدبٍ وتوجَهَ إلى بلدٍ آخر. بعدَ رحلةٍ طويلةٍ، أرادَ أنْ يستريحَ في دارِ ضيافةِ القصرِ قبلَ مُقابلةِ الأميرةِ. فجأةً، أيقظَهُ صَوتٌ فَظيعٌ، لكنَّهُ لمْ يستطعْ معرفةَ مَصدرِهِ.
حكاية الأميرة و حبة البازلاء : الجزء الثالث :
شخص ما : أيُّها الخَدَمُ، أنا أسألُكُم ... أين كَعكَتِي؟ عليكُم أنْ تُسرعُوا. أحضروا كعكتِي الآنَ! الأمير : رباه! مِنْ أينَ يأتي هذا الصوتُ؟
تَابعَ الصَّوتَ ونَظرَ مِنْ خلفِ بابِ الغُرفةِ. أميرةٌ تَجلِسُ على رأسِ مَائدةِ الطعامِ المَليئةِ بالحَلوياتِ ، كانتْ تَصرخُ على الخدمِ المُحيطينَ بِها أثناءَ تَناولِهَا بِشراهةٍ.
الأميرة : ماذا أخبرتُكُم؟ لماذا لمْ تحضرُوا الكعكةَ التي أردتُ؟ التي أكلتُهَا لَمْ تَكُنْ لذيذةً. أسرعوا، أحضروا لِي واحدةً جديدةً ثُمَّ اخرجوا!
عِندمَا رأى الأميرُ هذا المشهدَ، غادرَ القصرَ قَبلَ مُقابلةِ الأميرةِ. فَكَّرَ أنَّهُ لنْ يتزوجَ أبداً مِنْ مَنْ يُسيءُ معاملةَ الخَدمِ. تَوجَّهَ إلى الدولةِ الثالثةِ لِتجربةِ حظِّهِ للمرةِ الأخيرةِ. عِندمَا قابلَ الأميرةَ الثالثةَ أحبَّها حقاً.
الأمير : إنَّها جميلةٌ جداً، لكنْ لا ينبغِي أنْ أقررَ على الفورِ. عليَّ التعرفُ عليهَا بشكلٍ أفضل. تَماماً كما كانَ يعتقدُ. بعدَ مرورِ بعضِ الوقتِ، أدركَ أنَّ هذهِ الأميرةَ ليستْ أيضاً الفتاةَ التي كانَ يبحثُ عنها. كانتْ تَتفاخرُ دائماً بنفسِها وتتحدثُ باستمرارٍ.
حكاية الأميرة و حبة البازلاء : الجزء الرابع :
الأميرة : والدي مَلِكٌ قَويٌ جداً! حتَّى لَو أعطونِي العالمَ كلَّهُ، أريدُ المَزيدَ. أنا أيضاً أميرةٌ جَميلةٌ للغاية. أريدُ أنْ أجلِسَ على عرشي وأنْ أجعلَ جَميعَ مَنْ حَولي عَبيداً.
شَعرَ الأميرُ بالضيقِ الشديدِ عِندما سَمِعَ هذهِ الكلماتِ.
الأمير : هذهِ الفتاةُ الجميلةُ لا يُمكنُ أنْ تكونَ أميرتِي. لا ينبغِي أنْ تكونَ الفتاةُ التي سأتزوجُهَا مُتكبرةً. يجبُ أنْ تكونَ مُتواضعةً وغيرَ ماديةٍ. عادَ إلى بلدِهِ حَزيناً. رَأتْ والدتُهُ مدى حُزنِ ابنِهَا وحاولتْ مواساتَهُ.
الملكة : لا تَحزنْ يا بُني. يوماً ما سوفَ تَجدُ فتاةَ أحلامِكَ.
في إحدى الليالِي، في طقسٍ عاصفٍ، طَرقَ أحدُهُم بابَ القصرِ. فُوجئَ الخادمُ الذي فتحَ البابَ برؤيةِ فتاةٍ جميلةٍ في هذه العاصفةِ. الأميرة : مَرحباً، أنا أميرةُ البلدِ المُجاورِ وهذا خادمِي. كُسرَتْ عَجلةُ عربتِنَا. هلْ يُمكنُ أنْ نكونَ ضُيوفَكُم وأنْ نحميَ خيولَنَا حتى يَتُمَّ إصلاحُ عربتِنا؟
حكاية الأميرة و حبة البازلاء : الجزء الخامس :
على الفورِ أبلغُوا الملكَ. بالطبعِ وافقَ الملكُ على أنْ يكونُوا ضُيوفاً عندهم نَظراً إلى الظُروفِ المَناخيةِ القَاسيةِ. كانتِ الأميرةُ مُبتلةً وتَرتجفُ. لكنْ رَغْمَ ذلكَ، أحبتْهَا الملكةُ.
الملكة : أرجوكِ اجلسي بجانبِ الموقدِ. سأحضرُ لكِ بعضَ الملابسِ الجافةِ. يَجبُ أنْ تأكُلِي شيئاً وترتاحي قليلاً. أنا مُتأكدةٌ مِنْ أنَّ كُلَّ شيءٍ سيكونُ أفضلَ عندما تَستيقظين.
غيرتِ الأميرةُ مَلابسَها وذهبتْ إلى الطابقِ السُفلي لتناولِ الطعامِ. سَمِعَ الأميرُ ما حَدثَ وأرادَ مُقابلةَ الضُيوفِ.
الأمير : مِنَ المُؤسفِ أنَّهُ كانَ عليكِ تحمُّلُ مثلِ هذهِ الظروفِ. أرجوكِ ارتاحي. يُمكنكِ البقاءُ هُنا طالما أردتِ.
حكاية الأميرة و حبة البازلاء : الجزء السادس :
الأميرة : شُكراً جزيلاً لكَ عَزيزِي الأمير. لَديَّ طلبٌ، يَجبُ الاعتناءُ بخيولي جيداً، لقدْ عَانوا في هذا الطقسِ. ويجبُ أنْ يَنامَ خَادمِي المسكينُ، حاولَ جاهداً إصلاحَ العربةِ. لا أريدُهُ أنْ يَمرضَ.
الأمير : لا تقلقِي، سيَتُمُّ تَنفيذُ طلباتِكِ. يَجبُ أنْ ترتاحِيَ الآنَ.
هَمسَ الأميرُ الذي أحبَّ الأميرةَ في أُذنِ والدَتِهِ : هلْ تَظُنينَ أنْ تكونَ هيَ الأميرةُ التي كُنَّا نَنتظِرُها يا أمي؟ أتساءلُ إنْ كانتِ الأشياءُ التي أخبرتْنا بها صحيحةً. وأنْ تكونَ لطيفةً كما هيَ جميلة.
حكاية الأميرة و حبة البازلاء : الجزء السابع :
الملكة : رُبما يا بُني، ولكنْ دَعنَا نَرى ما إذا كانتْ أميرةً حقيقيةً. سنرى الليلةَ.
سُرعانَ ما وضعتِ الملكةُ خطةً، أحضرتْ سَبعَ مراتبٍ ووضعتْها فوقَ بعضِها البعضِ حيثُ ستنامُ الأميرةَ. ووضعتْ حبةَ بازلاءٍ في أسفلِ المراتبِ. الملكة : غُرفتُكِ جاهزةٌ يا أميرة. يُمكنكُ الراحةُ الآنَ. شكراً جزيلاً يا صاحبةَ السُّمو. تُصبحينَ على خيرٍ.
في الصَّباحِ أثناءَ تَناولِ وَجبةِ الإفطارِ، تحدثتِ الملكةُ مَعَ الأميرةِ.
الملكة : صباحُ الخيرُ يا أميرة. هل نمتِ جيداً؟ رَغمَ أنَّ السريرَ بَدَا مُريحاً، إلا أنني شَعرتُ وكأنَّ صخرةً ضخمةً تحتَ ظهرِي. لِسوءِ الحظِّ، لمْ أستطعْ النومَ على الإطلاقِ.
عندَ سماعِ ذلكَ، أشارتِ الملكةُ إلى الأميرِ بالموافقةِ، دونَ أنْ تُلاحظَ الأميرة. بعدَ الإفطارِ، ذهبَ الأميرُ والأميرةُ في نُزهةٍ في الحديقةِ. أخبرتْهُ الأميرةُ عنْ بلدِها وعائلتِها. كانَ لديها خططٌ رائعةٌ لبلدِها. بينمَا كانَا يَتجولانِ في الحديقةِ، رأيَا قِطةً صغيرةً. التقطتْها الأميرةُ بمودةٍ ووضعتْها في مكانٍ آمنٍ.
حكاية الأميرة و حبة البازلاء : الجزء الثامن :
الأميرة : أليستْ جميلةً يا أمير؟ عِندمَا دَخلا القصرَ، بَدأ الأميرُ العزفَ على البيانو، رافقتْهُ الأميرةُ. كانَ صوتُها شَجياً لدرجةِ أنَّ كُلَّ شخصٍ في القصرِ استمعَ بإعجابٍ. الأميرُ الذي أحبَّ الأميرةَ مُنذُ اللحظةِ التي رآهَا فِيها أدركَ أنَّهُ وجدَ أميرةَ أحلامِهِ. بَعدَ يومَينِ، حانَ الوقتُ لتعودَ الأميرةُ إلى بلدِهَا.
الأميرة : شُكراً لكَ يا أميرُ على كُلِّ شيءٍ. لقدْ كُنتَ مُضِيفَاً رَائعاً لي ولخَادمِي ولخُيولِي، لكنْ يَجبُ أنْ أعودَ إلى بلدي.
لَمْ يكنِ الأميرُ الشابُ يُريدُهَا أنْ تغادرَ. كانَ على يقينٍ مِنْ أنَّها الفتاةُ التي كانَ يبحثُ عنها، ولذلكَ أخبرَ الملكةَ والملكَ أنَّهُ يفكرُ في الزواجِ منها. الأمير : أمي ... أبي، أنا متأكدٌ أنكُما تُفكرانِ بالمثلِ. إنَّها أميرةٌ حقيقيةٌ! لا تُعطي الأوامرَ، وتَطلبُ بأدبٍ مِنْ خَدمِها، وتَشكرُهُم. تُحِبُّ جميعَ المخلوقاتِ، وهيَ مُهذبةٌ، طيبةُ القلبِ وذكيةٌ. أنا متأكدٌ أنها الفتاةُ المناسبةُ!
حكاية الأميرة و حبة البازلاء : الجزء التاسع :
الملكة : حَسناً يا بُني، حينما تشاءُ، نَذهبُ إلى بلدِها ونَطلبُ مِنْ والدِها الملكِ الإذنَ بالزواجِ. بعدمَا حَصلَ الأميرُ على مُوافقةِ الملكِ والملكةِ، طلبَ مِنَ الأميرةِ يَدهَا للزواجِ. في الواقعِ، أحبتْ الأميرةُ الأميرَ أيضاً في اللحظةِ التي قابلتْهُ. لذلكَ، عندمَا تقدمَ لها وأعطاها الخاتمَ، قَبِلَتْ بسعادةٍ. استمرَّ الاحتفالُ لمُدةِ أربعينَ يوماً وليلة. وبعدَ ذلكَ اليوم، عاشَ الأميرُ والأميرةُ في سعادةٍ دائمةٍ.
أتمنى أنكم عشتم معي أحداث هذه الحكاية العجيبة والممتعة . أدعوكم إلى حفظ رابط موقعنا ( 9issass.xyz ) لأننا ننشر كل يوم أو يومين قصة جديدة .
شكرا لكم على القراءة .
النهاية .