حكاية هايدي : قصص عربية جديدة للأطفال .
طالما كنا نقرأ قصصا في صغرنا ، قصصا مشوقة أو قصص ما قبل النوم أو قصصا عربية للأطفال . كنا نحبها كثيرا ولا زلنا كذلك ، نحبها حبا جما ولا نستطيع أن نتخلى عنها . في هذه القصة ، نسرد لكم حكاية هايدي ، التي نقدم من خلالها أفكارا أخلاقية جميلة كعدم نكث الوعد و عدم الإهانة ، أترككم مع هذه القصة المشوقة ، قراءة ممتعة :
حكاية هايدي : الجزء الأول :
يا مَا كَانَ في قَدِيمِ الزَّمان .كَانتْ هُناكَ فَتاةٌ يَتيمَةٌ في الخَامسَةِ مِنْ عُمرِهَا تُدْعَى هايدي.
كَانتْ طِفلةً صَغيرةً جَميلةً ذاتَ عَينَينِ بُنيتَينِ دَاكنتَينِ وشَعرٍ أسودَ قَصيرٍ وخَدَينِ وَرديَينِ.
تَرعْرَعتْ هايدي مِنْ قِبَلِ عَمَتِها ديتي التي تَعيشُ في سويسرا. في أحدِ الأيامِ، انقلبَتْ حَياةُ هايدي رَأساً على عَقِبٍ عِندمَا وَجدتْ عَمتُهَا عَملَاً في مَدينةٍ أُخرى.
قالتْ العَمةُ ديتي التي لَمْ تَستطِعْ أخذَ هايدي مَعهَا : نَحنُ ذَاهبتَانِ إلى جِبالِ الألبِ إلى جَدِّكِ يا عَزيزَتِي. سَوفَ تَبقَينَ مَعهُ لِبعضِ الوَقتِ سَآتي لأَخْذِكِ عِندمَا يَنتهِي عَمَلِي. هَذا لِمصلحتِكِ. أنتِ تَفهمِينَ هَذا؟
هايدي : أجل. أنتِ تَعرفِينَ مَا هُوَ أفْضلُ بِالنسبةِ لِي يا عَمَّتِي. سَأُحضِرُ ألعابِي مَعي وسَنَنتظرُكِ. أنا مُتشوِّقَةٌ لِمُقابلةِ جَدِّي، لا أَستطيعُ الانْتظارَ!
بَعدَ رِحلةٍ طَويلةٍ جِداً وَصلتَا أخيراً إلى كُوخِ الجَّدِّ. عَاشَ الجَّدُّ أدولف هُناكَ مَعَ كَلبِهِ جوزيف. لَقدْ عَرَفَهُ الجَميعُ على أنَّهُ مِزاجِي، وصَعبُ المِرَاسِ، لَكنَّهُ كانَ في الواقعِ طَيِبَ القَلبِ.
حكاية هايدي : الجزء الثاني :
أوضحتْ لهُ العَمةُ ديتي الوَضعَ وتَركَتْ هايدي هُناكَ. أَحبَتْ هايدي و جَدُهَا بَعضَهُما البعضِ مُنذُ اللَّحظةِ التي التقَيَا فِيها. جَلبتْ تَصرُفَاتُ الفَتاةِ الصَغيرةِ الحَياةَ لِذلكَ الكُوخِ. اعتادَ الجَدُّ أدولف على حَياتِهِ الجَديدَةِ مَعَ هايدي ولَمْ يَستطعْ التَفكيرَ في الحَياةِ بِدُونِها. لَمْ يَعُدْ يَسيرُ بِوَجْهٍ عَابِسٍ.
الجد : أينَ كُنتِ يا هايدي؟ أشعُرُ أنِي وُلِدّْتُ مِنْ جَديدٍ بَعدَ اسْتِضافتِكِ هُنَا. أُحِبُكِ يا حَفيدَتِي العَزيزَة.
هايدي : وأنَا أيضَاً يا جَدِّي! أنَا أُحِبُكَ حقَّاً وأُحِبُ المَكانَ هُنَا. مِنَ المُحزِنِ أنَّهُ لَيسَ لَدَيَّ أَصدِقَاء.
الجد : يُوجَدُ صَبِيٌ اسْمُهُ بيتر، يَعيشُ مَعَ جَدَّتِهِ الكَفيفَةِ في كُوخٍ قَريبٍ مِنَّا. غَداً سَأُعَرِفُكِ عَليهِ، مَا رَأيُكِ؟
هايدي : هَذا رَائعٌ .. مَرْحَى!
كَانَ بيتر أيضَاً رَاعِي غَنَمٍ في وَقتِ فَراغِهِ بَعدَ المَدرسةِ.
حكاية هايدي : الجزء الثالث :
الجد : دَعنِي أُقَدِمُكَ إلى حَفيدَتِي هايدي، يا بيتر
بيتر : مَرحبَاً يا هايدي
هايدي : مَرحبَاً بيتر
الجد : هَيَّا! اذهَبَا والعَبَا مَعَاً، مُوافِقَان؟
بَعدَ ذَلِكَ اليَومِ، أَصبحَا صَديقَينِ حَميمَينِ. كَانتْ هايدي وبيتر دَائماً يَأخُذانِ المَاعِزَ للرَعيِّ كُلَّ يَومٍ.
كانَتْ تَتَسلقُ المُنحدراتِ الشَّديدةِ مِثلمَا تَفعلُ المَاعزَ وتَركُضُ حَافِيةَ القَدمَينِ.
هايدي : اُركُضْ يا بيتر! إحدَى صَغيراتِ المَاعِزِ تَهرُبُ خَارجَ القَطيعِ. دَعنَا نُمسِكُها!
بيتر : لا تَقلَقِي، سَتَعودُ.
هايدي : هووف! كُنتُ خَائِفةً هُناكَ قَليلاً. حَسنَاً إذَاً. دَعْنِي أَجْمعُ بعضَ الأزهارِ. سَأُقدمُهم إلی جَدتِكَ عِندما نَعودُ. آمُلُ أنْ تُعطيني بعضَ حَليبِ المَاعزِ الطَازجِ في المُقابلِ.
عَلَّمَ بيتر هايدي كَيفَ تَحلِبُ المَاعِزَ. أطلقَا أيضَاً الأسماءَ على المَاعزِ وَاحدَةً تِلوَ الأُخرى.
طَهَتْ هايدي الحَساءَ في المَنزلِ وجَلبَتْ الخُبزَ الطَازجَ إلى الجَّدةِ. نَشَرَتْ فَرحَهَا و تَفاؤلَها علی الجَميعِ.
بَعدَ بِضعِ سَنواتٍ، عَادَتِ العَمةُ ديتي لِأخذِ هايدي. كانتْ سَتأخُذُها إلى عَائلةٍ ثَريةٍ تَعيشُ في فرانكفورت حتى تَتمكنَ مِنَ الحُصولِ على تَعليمٍ ويُمكنُ لها أنْ تَعيشَ حَياةً أفضلَ.
الجد : لا أستطيعُ التَخلِي عَنْ هايدي. مَاذا سَأفعلُ دُونَها؟
حكاية هايدي : الجزء الرابع :
هايدي : أرجوكِ لا تَأخُذينِي يا عَمتي. لا أريدُ أنْ أبتعدَ عَنْ جَدي. لا أريدُ المُغادرةَ! أنَا سَعيدةٌ هُنا جِداً.
العمة : سَوفَ تَعيشِينَ مَعَ عَائلةٍ ثَريةٍ جِداً يا هايدي. سَتَقطُنينَ في منزلٍ ضَخمٍ وتَحصُلِينَ على تَعليمٍ في مَدرسةٍ جَيدةٍ جِداً.
هايدي : لا تُهِمُنِي هذهِ الأشياءَ!
الجد : يا حَفيدتي العَزيزة تَعلمِينَ كَمْ أُحبُكِ وكمْ سَأشتاقُ لكِ. لَكنْ أعتقدُ أنَّ عَمتَكِ ديتي مُحقةٌ، سَتَكُونُ حياةً أفضلَ لكِ.
العمة : استمِعِي إلى مَا سأقولُه: الأُسرَةُ التي سَتُقيمينَ مَعها لَديها ابنةٌ في مِثلِ عُمرِكِ. يُمكِنُ لِكلتَيكُما أنْ تُصبِحَا صَديقتَينِ. لا تَستطيعُ كلارا المشيَ وليسَ لديها أصدقاءٌ. إنَّها تَحتاجُ إلى صديقةٍ مِثلِكِ تَماماً. هَيَّا! سَترَين، سَوفَ تَكونينَ أكثرَ سَعادةً هُناكَ.
بَكى الجَّدُّ أدولف وهايدي . بَعدَ رِحلةٍ طَويلةٍ، وَصلتَا إلى فرانكفورت. وَصلتَا إلى مَنزلٍ ضَخمٍ، وقَابلَتْهُما مُدبرةُ المَنزلِ الآنسةُ روتينماير عندَ البابِ.
المدبرة : أهلاً بكِ. أنا الآنسةُ روتينماير.
العمة : وأنا كلارا.
حكاية هايدي : الجزء الخامس :
المدبرة : أهلاً بكِ يا هايدي.
هايدي : مَرحباً، سُررتُ بلقائِكِ.
العمة : هايدي، عليَّ أنْ أذهبَ الآنَ. اعتني بنفسكِ يا عَزيزتِي. أنا متأكدةٌ أنكِ سَوفَ تَندمِجينَ جِداً معَ كلارا. استمعِي جَيداً إلى مَا تَقولُهُ الآنسةُ روتينماير. أُحِبُكُ يا ابنةَ أخي العزيزة.
وهُنا بَدأَ كَابوسُ الآنسةِ روتينماير. كَانتْ دَائماً عبوسَةً ولا تَبتسمُ أبداً، لِأنهَا كانتْ مُنضبِطَةً ومُدبرةً للمَنزلِ.
المدبرة : حَسناً، انتهتْ مَراسمُ اللقاءِ. تَخلصِي مِنْ هذهِ الأَشياءِ القَذرةِ في الحالِ واسْتَحمِي! سَوفَ أُحضِرُ لكِ بعضَ الملابسِ النظيفةِ.
هايدي : حَسناً يا آنسةَ روتينماير، كَما تَرغبينَ.
المدبرة : يُمكنكِ القُدومُ إلى غُرفتِي بَعدَ مَا تَستحِمِّي يا هايدي. يُمكنُنَا اللعبُ مَعاً.
هايدي : آه، رَائع! سَأستحمُ بِسرعةٍ وآتي إذَاً.
عَاشتْ كلارا في المَنزلِ الكَبيرِ مَعَ وَالدِهَا وَجدَتِهَا ومُدبرةِ المَنزلِ الآنسةِ روتينماير والخدمِ الآخرِين. في مُعظمِ الوَقتِ، كَانتْ تَبقَى في غُرفَتِها ولا تَفتحُ السَتائرَ أو النوافذَ.
حكاية هايدي : الجزء السادس :
شَعرتْ هايدي بالصدمةِ عندما دخلتْ غُرفةَ كلارا. فَتحتْ على الفَورِ السَتائرَ لِلسَماحِ لِلضَوءِ بِالدخولِ مِنْ خِلالِ النَّوافذِ.
فَجأةً أنَارتِ الغُرفةُ بِضَوءِ النَّهارِ.
هايدي : انظُرِي يا كلارا كَمْ أضاءَتْ الآنَ ! سَتُسَاعدُكِ أشعةُ الشَّمسِ دَائماً على الشُعورِ بِتَحسنٍ.
مَعَ مُرورِ الوَقتِ، اعْتَادتْ هايدي على مَكانِهَا الجَّديدِ، ومَرَّةً أُخرَى، جَعلَتِ الجَّميعَ يُحبُهَا. كُلَّ يَومٍ، كَانتْ تَلعبُ هايدي وكلارا بألعابِهما ثُمَّ تَدرُسَانِ. كانَ هدفُ الآنسةُ روتينماير تَصويبَ هايدي وتَحويلَها إلى فَتاةٍ مُنضبطةٍ.
المدبرة : اسْتَمعِي إلَيَّ: مِنَ الأفضلِ لكِ أنْ تَكونِي فَتاةً مُطيعةً! لا تَركُضِي أو تَتجوَلِي في الجِوارِ!
هايدي : أنا آسفةٌ يا آنسةَ روتينماير.
حَاولَتْ هايدي اتِباعَ جَميعِ قَواعدِ المَنزلِ، لَكنَّها كَانتْ تَقضِي وَقتاً رَائعاً مَعَ كلارا.
ومَعَ ذَلكَ، فَقدْ اشتاقتْ إلى جِبالِ الألبِ وجَدِهَا وبيتر. كَانتْ تَحلمُ دائماً بالركضِ في الريفِ معَ الماعزِ. في صَباحِ أحدِ الأيامِ، لَمْ تَستطعْ هايدي النُهوضَ مِنَ السَّريرِ. ذَهبتْ جَدةُ كلارا لِترَاهَا على الفَورِ.
حكاية هايدي : الجزء السابع :
هايدي : أرجوكِ يا جدتي أعيدينِي إلى المنزلِ.
تِلكَ الفتاةُ المرحةُ التي عَرَفَها الجميعُ وأحبوهَا قدْ اختفَتْ وحَلَّتْ مَكانَها هايدي المَريضةُ والهادئةُ والتي فَقدتْ شَهيتَها أيضَاً.
شَعرتِ الجَّدةُ بالحُزنِ عليها لِذلكَ اتَصلتْ بِطبيبِهم.
قالَ الطبيبُ أنها تَشعُرُ بالحنينِ وأنَّ العِلاجَ الوحيدَ هُوَ أنْ تَكونَ بِجوارِ أحبائِها في الجِّبالِ. لِذلكَ قَررُوا إعادَتَها إلى جَدِها.
كلارا : تَغيرتْ حَياتِي بِفضلِكِ يا هايدي. سَأشتاقُ لكِ. أنا سعيدةٌ جِداً يا كلارا.
هايدي : أرجوكِ افهمينِي، ذاكَ مَنزلِي الحَقيقِي. تَعالِي وزُورينِي بأسرعِ مَا استطعتِ.
حتَّى بعدَ رحلةٍ طويلةٍ وشاقةٍ، كانتْ سعيدةً جِداً لِرؤيةِ جَدِّهَا مَرةً أُخرى. رَكضتْ إليهِ وحَضنَتهُ بِفرحٍ.
هايدي : لَقدْ اشتقتُ إليكَ جِداً يا جَدي. اشتقتُ لِكُلِّ شَيءٍ وكُلِّ شَخصٍ هُنَا.
الجد : وأنَا اشتقتُ إليكِ أيضَاً يا حفيدتي العزيزة. لَنْ نَفترقَ أبداً. انْظُري بيتر هُنا أيضاً.
هايدي : مَرحباً بيتر، لقدْ عُدتُ!
حكاية هايدي : الجزء الثامن :
بيتر : أهلاً بِعودتِكِ هايدي. لَقدْ اشتقْنَا لكِ حَقاً. حتَّى المَاعز! ها ها ها!
كُلَّ يَومٍ عندما يَتسلقان المُنحدَراتِ، كانتْ تُخبرُ بيتر عَنْ المَنزلِ الكَبيرِ والأوقاتِ الطَيبةِ التي قَضتْهَا هُناك.
بَعدَ عَودةِ هايدي، عَادتْ إلى بيتر أيَّامَهُ السعيدةَ.
هايدي : لَديَّ صَديقةٌ جَديدةٌ. اسمُها كلارا. سَأشتاقُ لَها.
بيتر : رُبمَا يوماً مَا يُمكنُها القدومُ لِزيارتِكِ يا هايدي.
بَعدَ مُرورِ عِدَّةِ أشهرٍ، تَحققَتْ رَغبَةُ هايدي:
حَصلَتْ كلارا على إذنٍ لِلمَجيءِ إلى جِبالِ الألبِ والبَقاءِ مَعَها.
كلارا : هايدي، هايدي، انْظُرِي أنا هُنا!
هايدي : لا أصدقُ أنكِ أخيرَاً هُنا! أهلاً بِكِ يا كلارا! سَنحظَى بأوقاتٍ رَائعةٍ.
تَحدثتِ الصَديقتانِ حتَّى سَاعاتٍ مُتأخرةٍ مِنَ الليلِ. في صَباحِ اليَّومِ التَّالي، بَعدَ وَجبةِ فَطورٍ رَائعةٍ، خَرجَتْ هايدي وكلارا إلى الريفِ والتقتَا ببيتر. ظَلَّتْ كلارا بِصُحبتهِمَا بينما كانا يَرعيانِ المَاعزَ. لقدْ كانتْ تَجربَةً مُختلفةً للغايةِ بِالنسبَةِ لهَا لكنَّها كانتْ سعيدةً.
حكاية هايدي : الجزء التاسع :
ولكنْ مِنْ نَاحيةٍ أُخرى، شَعرتْ بِالضِّيقِ لِأنَّها كانتْ تُشاهِدُ هايدي وبيتر وهُمَا يَركُضانِ ويَتَشقلبَانِ.
كلارا : أتساءلُ إذا كانَ بإمكاني أنْ أركضَ هَكذا يَوماً ما. ليسَ لديَّ فكرةٌ كيفَ سَيكونُ هَذا الشعور؟
مَرتِ الأيامُ، اسَتعادتْ كلارا صِحتَها بِسببِ قَضاءِ بَعضِ الوقتِ في الهواءِ الطلقِ في الطبيعةِ.
كان خَداهَا ورديَينِ. بِمُساعدةِ الجدِّ أدولف وهايدي بدَأتْ تَنهضُ مِنْ كُرسيِها المُتحرِكِ قَليلاً شَيئاً فشيئاً.
هايدي : أحسنتِ يا كلارا! يُمكنُكِ فِعلُ ذَلكَ!
كلارا : أنا خَائفةٌ جِداً. مَاذا لَو سَقطتُ؟
الجد : نحنُ هُنا بِجانبِكِ، لا تَخافِي.
في أحدِ الأيامِ، وبينما كانتْ كلارا تُشاهدُ هايدي وبيتر يَجمعانِ الماعزَ، شَاهدتْ بقرةً تَركُضُ باتجاهِها.
كلارا : سَاعدونِي! سَاعدونِي!
بِسببِ خَوفِهَا، قَفزَتْ مِنْ كُرسيِها المُتحركِ ومَشتْ بِضعَ خَطواتٍ. كانتْ تَمشي! حَدثتْ مُعجزةٌ!
في الوَاقعِ، كَانتْ البقرةُ تَسيرُ نَحوَ الحَظيرةِ لكنَّها كَانتْ السببَ لأنْ تَمشِي كلارا. صُدِمَ بيتر وهايدي ولَمْ يَعرفَا مَاذا يَفعلانِ عندما رأيَاها. رَكضَا إليها وعَانقَاها.
حكاية هايدي : الجزء العاشر :
هايدي : مَرحى! مَرحى! لَقدْ فَعلتِهَا يا كلارا! لَقدْ فَعلتِهَا!
بَعدَ ذلكَ اليومِ، أصبحتْ تَمشِي بِضعَ خَطواتٍ كُلَّ يَومٍ. خَطوةٌ، خَطوتَان، حتى استطاعتِ المَشيَ.
لقدْ حَانَ الوَقتُ الآنَ لكلارا للعودةِ إلى المنزلِ.
جَاءَ وَالدُها وجدتُها لِأخذِها. انتظرَتْهُما كلارا على كُرسيِها المُتحركِ. عندما رأتْهُمَا، نَهضتْ ورَكضتْ وعَانقَتْهُمَا وهُما يَدخُلانِ الكوخَ. أرادتْ أنْ تُفاجِئْهُما.
جَلسُوا جَميعاً وتَحدثُوا عَنِ الأيامِ التي أمضتْهَا كلارا في جبالِ الألبِ. حَكتْ كلارا عَنِ الحَادثِ مَعَ البَقرةِ. بَقيَتْ كلارا ووالدُها وجدتُها بِضعَةَ أيامٍ أُخرَى ثُمَّ عَادُوا إلى فرانكفورت.
عَادَ الجَميعُ إلى مَنَازِلِهم: هايدي في جِبالِ الألبِ وكلارا في فرانكفورت. وَاصلَتَا صَداقَتَهُما مِنْ خِلالِ الرَسائِلِ.
كَتبتْ كلارا إلى هايدي بِأنَّها سَتعودُ إلى جِبالِ الألبِ في فَصلِ الرَّبيعِ حتى تَتمكَّنَا مِنَ الرَّكضِ مَعاً وحَلبِ المَاعزِ.
أخِيراً، بَدأ الثَلجُ يَتساقطُ وحَلَّ الشِتاءُ. طَوالَ ذَلكَ الشِتاءِ، ذَهبَ بيتر وهايدي لِلتَّزلجِ. مِنْ وَقتٍ لآخرَ، كَانوا يُدردشَانِ ويَدرُسانِ بِجانبِ المِدفأةِ في الليلِ. كانَ جَدُّ هايدي يَغفو بِسعادةٍ قُربَ المَوقدِ، لأنَّهُ يعلمُ أنَّ هايدي سَتكونُ بِجانبِهِ.
عَاشتْ هايدي وجَدُهَا وكُلُّ أحبائِهَا بِسعادةٍ دَائمةٍ.
أتمنى أنكم عشتم معي أحداث هذه الحكاية العجيبة والممتعة وٱستفدتم بها ويجب أن يقرأ أولادكم القصص لأنها تعلمهم الأخلاق والتربية الحسنة ومجموعة من الأشياء الأخرى .
خلاصة ، أدعوكم إلى حفظ رابط موقعنا ( 9issass.xyz ) لأننا ننشر كل يوم أو يومين قصة جديدة ومفيدة .
شكرا لكم على القراءة .
النهاية .
القصتين السابقتين :
قصة الحيوانات الأربعة مع قطاع الطرق :
حكاية ذات الرداء الأحمر