قصة تاج الأمنيات

قصة تاج الأمنيات : قصص تربية للأطفال :

كان كركورُ يقفُ أمامَ القصرِ المهجورِ، وفجأةً سمِعَ صوتًا من أحدِ شُرُفاتِ القصرِ.. فأُصيبَ كركورُ بالفزعِ.. ياتُرَي مَنِ الذي ناداهُ؟ وما سِرُّ وجودِهِ بهذا القصرِ المهجورِ! هذا ماسوفَ نعرِفُه في قصةِ اليوم .

كان هناكَ قصرٌ مهجورٌ تتناقلَ الناسُ عنه حكاياتٍ وأساطيرَ مخيفةً.. وفي أحدِ الأيامِ خرجَ العالِمُ كركورُ من بيتهِ القريبِ من القصرِ المهجورِ ليبحثَ عن مغامرةٍ جديدةٍ ، وبالقربِ منَ القصرِ المهجورِ وجدَ ورقةً ملفوفةً ملقاةً على الأرضِ بالقربِ منهُ، فانحنَى ليلتقطَها ولكنه فجأةً سمِعَ صوتًا عجيبًا ينادِي عليهِ ويقولُ: أنقذْني يا كركورُ أرجوكَ..

فتعجَّبَ كركورُ وقالَ: ما هذا؟ من يناديني ياترى! ومن أينَ يأتي هذا الصوتُ العجيبُ؟ وهنا سمِعَ الصوتَ مرةً أخرَى وهو يناديهِ باسمهِ، ولكنْ في هذه المرة عرَفَ كركورُ مصدرَ الصوتِ فلقد كان يأتي من أحدِ شرفاتِ القصرِ المهجورِ، فكَّر قليلا ثم حسمَ موقِفَهُ وقال: حسنًا سأذهبُ إلى القصرِ وأرى مَن هناكَ و لماذا يناديني..

قصة تاج الأمنيات : الجزء الثاني :


 ووصلَ كركوُر لحديقةِ القصرِ، وهناكَ سمِعَ الصوتَ يقولُ: أسرعْ يا كركورُ فالقصرُ لم يعدْ مهجورًا، فترددَ كركورُ لحظةً في أنْ يدخلَ إلى القصرِ ولكنّ فُضولَه دفعَه إلى الدخولِ فدخلَه.. فوجدَ القصرَ واسعًا جدًا ويوجدُ في الرُدْهَةِ طاولةُ طعامٍ مهجورةٌ عليها رسالةٌ ما، فاقتربَ منها وتفحصَها.. فابتسم قائلا: مرحَى مرحى.. خريطةُ كنزٍ ثمينٍ! يالَحَظِّي السعيدِ، ثم تأمَّلَ الخريطةَ مرةً أخرى وقالَ: مهلًا ، هذه الخريطةُ تشيرُ إلى أنَّ مكانَ الكنزِ في الغرفةِ العُلويَّة بجانبِ الدَّرَجِ، وهذهِ هيَ نفسُ الغرفَةِ التي سمِعْتُ منها النداءَ! فهلْ هذه صدفَةٌ أم ماذا؟

ووصلَ إلى الغرفةِ .. فوجدَ أمامَه امرأةً جميلةً بتاجٍ عظيمٍ.. فصاحَ كركورُ: يا إلهي! من أنتِ؟! فقالت: أنا جِنِّيَةُ القصرِ وحارسةُ الكنزِ، وأنتَ من سيفوزُ به لأنكَ أتيتَ لمساعدَتي عندما ناديتُ عليكَ مُستَنْجِدَةً، ها هو الكنزُ يا كركورُ.. خذْهُ فأنتَ تستحقُهُ عن جدارةٍ. . فأُعجِبَ كركورُ بالتاجِ وقالَ في سعادةٍ: ما أجمَلَه! لم أرَ في حياتي أجملَ من هذا التاجِ...

قصة تاج الأمنيات : الجزء الثالث :


فابتسمتِ الجنية وقالت: إنه تاجُ الأمنياتِ يا كركورُ فقال: تاجُ الأمنيات! عجبًا! إذاً كيفَ يحققُ هذا التاجُ الأمنياتِ! فقالت الجنيةُ: ارتديه فقط وستعرفُ فيما بعد.. فقال لها: حسنًا سأرتديهِ، وأكررُ شكرِي لكِ أيتُها الجنيةُ الطيبةُ.. فابتسمتِ الجنيةُ وقالتْ: وداعًا يا كركورُ وتذكرْ جيدًا أنَّ التاجَ للأمنياتِ الخيرةِ فقط.. وفي طريقِهِ رأى رجلًا عجوزًا أمامَ منزلِه حزينًا.. فاقتربَ منهُ كركورُ وسألَه لماذا أنتَ حزينٌ يا شيخَنا!

فردَّ بصوتٍ حزينٍ: ابني مريضٌ ولا أجدُ مالاً لأُحضرَ له الطبيبَ... فقالَ كركورُ: أينَ هو يا شيخَنا؟ فأنَا أملكُ الدواءَ إن شاءَ اللهُ.. فقالَ له الرجلُ: حقًا أنتَ معكَ دواءُ ابني! فقالَ كركورُ: نعم يا شيخَنَا، فقط أرني ابنك.. فقال له: تفضلْ إنه بالداخلِ... ودخلَ كركورُ المنزلَ فوجدَ شابًا ينامُ في فراشِه لا يُحرِّكُ ساكنًا، فقال له: السلامُ عليكم شفاكَ اللهُ وعافَاكَ.. فردَّ الشابُ: بصوتٍ خافتٍ وعليكمُ السلامُ ورحمةُ الله وبركاته.. أشكرُكُ ياسيدى ولكنْ من أنتَ؟ فقال له: أنا كركورُ ومعي دواءٌ سريعُ المفعولِ.. فقال الشابُ: وأين هو؟ فأشارَ كركورُ إلى التاجِ وقال: هنا في هذا التاجِ..

قصة تاج الأمنيات : الجزء الرابع :


فقال الرجلُ العجوزُ بغضبٍ: هل تسخرُ منا يا بني؟ فقال كركورُ: حاشَا للهِ يا شيخَنا فهذا تاجُ الأمنياتِ وأنا الآنَ أتمنى أن يَشفِي اللهُ عزَّ وجلَ ابنَكَ مِن مرضِه.. وهنا لمَعَ التاجُ بقوةٍ وخرجَ منه شعاعٌ أبيضٌ أصابَ الشابَ وجعلَه يرتفعُ عن فراشِه قليلًا ثم عادَ إلى فراشِه مرةً أخري.. ثم صاحَ في سعادةٍ: ربَّاه! سبحانَ اللهِ! أبي انظر يا أبي لقد شُفيتُ تمامًا وأستطيعُ أن أقِفَ على قدمِي مجددًا.. ففرِحَ الرجلُ العجوزُ وقال: حمدًا لله على سلامتِكَ يا بني..

وأنتَ يا بُنيّ أشكرُكَ على مساعدَتِك لنا.. فلقد كانَ ابني طريحَ الفراشِ منذُ سنواتٍ، شعرَ كركورُ بالسعادةِ لأنه استطاعَ مساعدةَ هذا الشابِ وقال: لا شكرَ على واجبٍ يا شيخَنَا، فلقد سخَّرَني المولَى عزَ وجلَ لأكونَ سببًا في شفاءِ ابنِكَ.. والآنَ اسمحوا لي لأَعودَ إلى منزلِي.. فقالَ الشابُ بنبرةٍ مريبةٍ: سأرَافِقُكَ لمنزِلِكَ كيْ تصلَ سالمًا.. فقال كركورُ: لا أريدُ أن أُتعِبَكَ.. فردَ الشابُ قائلًا: هذا أقلُ واجبٍ، فوافقَ كركورُ وذهبَ معَ الشابِّ... وفي الطريقِ..

قصة تاج الأمنيات : الجزء الخامس :


وقفَ الشابُّ فجأةً واندفعَ ناحيةَ كركور وسرقَ تاجَ الأمنياتِ فصاحَ كركورُ: ماذا تفعلُ أيها المجنونُ، فقال الشابُ: اصمتْ أيها الغبيّ.. فهذا التاجُ لابدَّ أن يكونَ لي وليس معَكَ أيها الأحمقُ.. فقال كركورُ متعجبًا: أهذا جزاءُ المعروفِ! فضحِكَ الشابُ قائلا: بل جزاءُ غبائِكَ لكشفِكَ لى سرَّ التاجِ.. ثم أطلقَ ضِحكةً شريرةً قائلًا: والآن أتمنى أن أصبحَ أقوى وأغنى رجلٍ في العالمِ.. وأن يموتَ هذا الغبى ليُدفنَ معَه سرُّ التاجِ للأبدِ..

 وانتظرَ ليلمَعَ التاجُ بالضوءِ الأبيضِ لتحقيقِ أمانيهِ.. . ولكنه أضاءَ باللونِ الأحمرِ هذه المرة.. وفجأةً تجمعتِ السُحُبُ فوقَه وضربَتْه الصاعقةُ بشدةٍ حتى سقطَ مغشِيًا عليه. . فذهبَ إليه كركورُ ليتفقَدَه.. فقال له كركور: هل تسمعنى؟ أنت بخيرٍ؟ فقال الشاب: نعم أسمَعُك، ولكنى لستُ بخيرٍ.. . فقد عادَ إليَّ مرضى ثانيًا.. بلْ وأشدُّ من سابِقِه وقال: انا آسفٌ..

قصة تاج الأمنيات : الجزء السادس :


ولكن لماذا لم تُحَقَّقْ أمنِياتى! فضحِك كركورُ وقال: حمدًا لله أنه تاجُ الأمنياتِ الخيِّرةِ فقط.. وإلا كنتَ في عِدادِ الموتى.. ثم أخذَ التاجَ وتمنى أن يُشفَى الشابُّ ثانيًا.. وبالفعلِ تم شفاءُ الشابِ تمامًا.. فقال له كركورُ: اسمعْ أيها الشابُّ هذا درسٌ لكَ يعلمُكَ أنَّ الخيرَ يدومُ وطريقُ الشرِ آخرُه ندمٌ.. أنتَ لم تحفظِ الجميلَ وقابلتَ الحسنةَ بالسيئةِ فكنتَ من الخاسرين.. فندمَ الشابُ على فِعلتِه ووعدَه بالتوبةِ ومساعدةِ الناسِ مثلما ساعدَه.. وقال كركورُ: وأنا أتمنَى لكَ أن يُثبِّتَك اللهُ على توبَتِكَ ويرزقَكَ مِن فضلهِ.

لمشاهدة فيديو القصة :


أتمنى أنكم عشتم معي أحداث هذه الحكاية العجيبة والممتعة وٱستفدتم بها ويجب أن يقرأ  أولادكم القصص لأنها تعلمهم الأخلاق والتربية الحسنة ومجموعة من الأشياء الأخرى .
خلاصة ، أدعوكم إلى حفظ رابط موقعنا ( 9issass.xyz ) لأننا ننشر كل يوم أو يومين قصة جديدة ومفيدة .
شكرا لكم على القراءة .
النهاية .
القصتين السابقتين :
قصة ملك الشمس  :
قصة كسارة البندق والفأر القرصان :