قصة بائعة الكبريت : قصة عربية للأطفال .

قصة بائعة الكبريت : قصة عربية للأطفال .

قصة بائعة الكبريت : قصة عربية للأطفال .


طالما كنا نقرأ قصصا في صغرنا ، قصصا مشوقة أو قصص ما قبل النوم أو قصصا عربية للأطفال . كنا نحبها كثيرا ولا زلنا كذلك ، نحبها حبا جما ولا نستطيع أن نتخلى عنها . في هذه القصة ، نسرد لكم قصة بائعة الكبريت ، التي نقدم من خلالها أفكارا أخلاقية جميلة كعدم نكث الوعد و عدم الإهانة والثقة في النفس وأيضا المثابرة وعدم الإستسلام ، أترككم مع هذه القصة المشوقة ، قراءة ممتعة :

قصة بائعة الكبريت : الجزء الأول :


كانتْ عَشيةُ رَأسِ السَّنةِ الجَّديدةِ مُثلِجَةً وبَاردةً جِداً. كانَ الجَّميعُ في الشَّارعِ علی عَجلةٍ مِنْ أمرِهِمْ للوصولِ إلى مَكانٍ ما، البعضُ لعائلاتِهِم والبعضُ إلى منازلِهِم الدافئة. كانوا جَميعاً يَرتدونَ مَعاطفاً سَميكةً معَ الأوشحةِ والقُفازاتِ للتدفئةِ في الطقسِ الباردِ.

 في زَاويةِ الشارعِ وَقفتْ فَتاةٌ صَغيرةٌ، مَلابسُهَا مُمزقةٌ، ولَمْ تَكُنْ تَرتدي مِعطفَاً أو وِشاحاً أو قُفازاتٍ. كَانتِ الفَتاةُ تَرتجفُ في هذا الجوِ الباردِ، تُحاولُ السَّيرَ في حِذائِها المُمَزق. كانتْ خَجولةً ونَحيلةً، لكنَّها ما زالتْ جَميلةً جداً. كانتْ تحملُ صِيْنيَّةَ بيعٍ بِحزامٍ حولَ عُنُقِهَا، وعَليهَا صَناديقُ أعوادِ كِبريت. كانتْ هذهِ بائعةُ الكِبريتِ التي تُحاولُ دَائماً بَيعَ أعوادِ الكبريتِ في الشارعِ. في تلكَ الليلةِ المتجمدةِ، وبينما كانتِ الفتاةُ الصغيرةُ تكافحُ مِنْ أجلِ المشيِ، تمزقَ حِذائُهَا. بدأتْ تبكي واختلطتْ دُموعُهَا بالثلجِ.

قصة بائعة الكبريت : الجزء الثاني :


بائعة الكبريت : مَاذا سأفعلُ؟ كيفَ سأمشي حافيةَ القدمينِ في الثلجِ بعدَ الآنَ؟
 واصلتْ بيأسٍ المشيَ حافيةَ القدمين. لَنْ تستطيعَ العودةَ إلى المنزلِ إنْ لَمْ تَبِعْ أعوادَ الكِبريت.
البائعة : أبيعُ الكِبريت..... كِبريت... أرجوكُمْ اشتروا بَعضَهَا مني؟
 لَجأتْ إلى زَاويةٍ وجلستْ على الأرضِ وقَدمَيها تحتَ فُستانِها.

البائعة : ألا يرغبُ أحدٌ بشراءِ الكِبريت؟
 كانَ صوتُها بالكادِ مَسموعاً، وما زَالتْ لَمْ تَبعْ عُلبةَ كِبريتٍ واحدة.
البائعة : أرجوكَ يا الله، سَاعدنِي أنْ أبيعَهُم. أحتاجُ المالَ لشراءِ حَساءٍ لأمِي ودَواءٍ لجدتِي. هَبَّتِ الرياحُ الثلجيةُ فَغَطَّتْ شعرَهَا بالثلجِ ودخلَ في عينَيها. كانتْ تتجمدُ الآنَ في تلكَ الزاوية.
البائعة : ألا يرغبُ أحدٌ بشراءِ الكِبريت؟
لَمْ يَكنْ هُناكَ سِوى القليلُ مِنَ المارةِ، لأنَّ الوقتَ كانَ مُتأخراً. وَاصلتْ بائعةُ الكِبريتِ المناداةَ ولكنَّ صَوتَها كانَ ضَعيفاً. كِبريت... أ أبيعُ الكِبريت... بدأتْ أصابعُهَا المتجمدةُ تُؤلِمُها.

قصة بائعة الكبريت : الجزء الثالث :


البائعة : لو أني أستطيعُ الحُصولَ على بَعضِ الدِّفءِ، عندها سأتمكنُ مِنَ البقاءِ لفترةٍ أطولَ قليلاً. سَوفَ أُشعلُ عُوداً مِنَ الكِبريت.
 لَمْ تكنْ يَداهَا البَاردتانِ قَادرتانِ على حَملِ عُلبةِ الكبريت. تَمكنتْ مِنْ إشعالِ وَاحدة. كانتِ الشُعلةُ الصغيرةُ القادمةُ مِنْ عُودِ الكِبريتِ دافئةً لدرجة أنها شعرتْ بتحسنٍ في أصابعِها المتجمدة.

 أغلقتْ عينَيها وبدأتْ تَحلُم : أنا الآنَ في غُرفةٍ دَافئة. أُدَفِّئُ يديَّ وقَدمَيَّ بجانبِ المِدفأةِ و لديَّ وِشاحٌ سَميكٌ على كتفي. حققتِ الشعلةُ الصغيرةُ حُلْمَها، ولكنْ عندما انطفأتْ، شَعرتْ بالبردِ مِنْ جديد. لذلكَ أشعلتْ على الفَورِ عُوداً آخرَ. اعتقدتْ أنَّها لعبةٌ ممتعةٌ.
هذهِ المرة، حَلَمَتْ أنَّهُ كانَ يوماً رَبيعياً لطيفاً وهيَ مستلقيةٌ على البَابونجِ، تَصنعُ تَاجاً مِنها. كانتِ الشمسُ سَاطعةً جداً تَبعثُ فيها الدِفءَ. سَأجمعُ المزيدَ لآخُذَها إلى المنزل. عِندمَا رأتْ نفسَهَا وهي تجمعُ البابونجَ، انطفأتْ الشُعلةُ ثانيةً. بعدها أشعلتْ أُخرى ... وأُخرى ... وأُخرى .... لَمْ يَكنْ هُناكَ حدٌ للأحلامِ الجميلة.

قصة بائعة الكبريت : الجزء الرابع :


البائعة : والآنَ أرى أمامي مَائدةَ عَشاءٍ رائعةً، عَليها العديدُ مِنْ أنواعِ الطَّعامِ المختلفة. كَمْ أنا جائعةٌ! أ ولاً، سأتناولُ بعضَ الحَساءِ، وبعضَ الدَّجاجِ أيضاً، والشُوكولاتة ... آه وهناكَ بعضُ الخبزِ.
 كانتْ تَحلُمُ وتتظاهرُ وكأنَّها تأكلُ الطعام. لقدْ أشعلتِ الكثيرَ مِنْ أعوادِ الكِبريتِ. تَوقفَ سقوطُ الثَّلجِ أخيراً. لَمعتِ النجومُ في السَّماء. عِندمَا نَظرتْ للأعلى، رَأتْ شِهاباً. فَتمنتْ، لأنَّ جدتَها قالتْ لها: "إذا رَأيتِ يَوماً شِهاباً، فإنَّ أُمنيتَكِ سَتتحقق".

البائعة : أرجوكَ يا الله أنْ تُحققَ كُلَّ أمنياتي! تَكورتْ على نَفسِها في الزاويةِ ونَامتْ. ولكنْ في الواقعِ تَجمَّدَ جَسدُهَا. فَتحتْ بائعةُ الكِبريتِ عَينَيها في سَريرٍ دَافئٍ ونَاعم. كانَ المَوقدُ مُشتعلاً.
سيدة : صَباحُ الخَيرِ أيَّتُها الفتاةُ الصغيرةُ! كيفَ حالُكِ؟
كانتْ سَيدةٌ عَجوزٌ لَطيفةٌ تَنظُرُ إليها مِنَ الجِهةِ المُقابلةِ، لذا استقامتْ وجَلستْ في السرير. البائعة : صَباحُ الخيرِ. هلْ أحلمُ؟ هلْ هذا حقيقي؟ مَنْ أنتِ؟ أينَ أنا؟

قصة بائعة الكبريت : الجزء الخامس :


السيدة : رَأيتُكِ عندَ الزاويةِ في الليلةِ الماضيةِ عندما كُنتُ أقودُ السيارةَ إلى المنزل. كانتْ امرأةً تَبكي بِجُوارِكِ. فَذهبْتُ إليها وقالتْ لي أنَّها أُمُكِ. ثُمَّ أتينا معاً إلى منزلي.
البائعة : أُمِي! أعتقدُ أنَّها شَعرتْ بالقلقِ وجَاءتْ تَبحثُ عَنِي لأنَّ الوقتَ تأخرَ.
السيدة : جِئنَا بِكِ هُنا إلى مَنزلِي. جَسدُكِ الصَّغيرُ كَانَ مُتجمداً. اضطررتُ إلى الاتصالِ بالطبيب. الحمدُ للهِ أنني لَمْ أتأخر.

البائعة : شُكراً جَزيلاً لكِ سيدتي! لكنْ أينَ وَالدتِي؟
السيدة : لَديَّ مُفاجأةٌ رَائعةٌ لكِ سَتكونُ أمُكِ وجدتُكِ هُنا بعدَ فترةٍ قصيرةٍ.
البائعة : يا إلهي! أنا سَعيدةٌ للغايةِ!
السيدة : وأنا كذلكَ! مَنزلي كَبيرٌ جِداً، وأشعُرُ بالوَحدة. تَحدثتُ معَ والدتِكِ بشأنِ ذلك. سَوفَ تَعِشْنَ مَعي مِنَ الآنَ فَصاعداً. سَوفَ تُساعدُنِي وَالدتُكِ في الأعمالِ المنزليةِ، وسَنكونُ أنا وجدتُكِ صَديقتَين وسَنقضِي بعضَ الوَقتِ مَعاً. البائعة : جَدتِي كانتْ مُحقةً، تتحققُ رَغباتُنَا عندما نَرى شِهاباً!

قصة بائعة الكبريت : الجزء السادس :


السيدة : أنتِ فَتاةٌ طَيبةٌ جِداً. كَافحتِ وَوَاجهتِ وَقتاً عَصيباً في الليلةِ الماضيةِ لِتُحضرِي بعضَ المالِ إلى المنزلِ. لَمْ تَستسلِمِي. يَجبُ على الناسِ المثابرةُ في مُواجهةِ الصُعوباتِ وأنْ يَكونوا دَائماً مُتفائلِين.
البائعة : جَدتِي تَقولُ دَائماً أنَّ الحياةَ مَليئةٌ بالمفاجآت.
السيدة : بالطبعِ، سَوفَ تلتحقينَ بالمدرسةِ على الفور. تَستحقينَ أنْ تكوني سعيدةً. أعتقدُ أنَّه لا يزالُ هناكَ أناسٌ طيبون في هذا العالم.
بعدَ ذلكَ اليوم، لَمْ تَشعرْ بائعةُ الكِبريتِ بالبردِ أبداً وعَاشتْ حَياةً سَعيدةً.

لمشاهدة فيديو القصة

أتمنى أنكم عشتم معي أحداث هذه الحكاية العجيبة والممتعة وٱستفدتم بها ويجب أن يقرأ  أولادكم القصص لأنها تعلمهم الأخلاق والتربية الحسنة ومجموعة من الأشياء الأخرى .
خلاصة ، أدعوكم إلى حفظ رابط موقعنا ( 9issass.xyz ) لأننا ننشر كل يوم أو يومين قصة جديدة ومفيدة .
شكرا لكم على القراءة .
النهاية .
القصتين السابقتين :
قصة هايدي :
قصة الأميرة النائمة مع الجنية الشريرة :