قصة المغارة العجيبة

قصة المغارة العجيبة : قصص  للأطفال :

قصة المغارة العجيبة : قصص  للأطفال :


طالما كنا نقرأ قصصا في صغرنا ، قصصا مشوقة أو قصص ما قبل النوم أو قصصا عربية للأطفال . كنا نحبها كثيرا ولا زلنا كذلك ، نحبها حبا جما ولا نستطيع أن نتخلى عنها . في هذه القصة ، نسرد لكم قصة المغارة العجيبة ، التي نقدم من خلالها أفكارا أخلاقية جميلة كعدم نكث الوعد و عدم الإهانة ، أترككم مع هذه القصة المشوقة ، قراءة ممتعة :

قصة المغارة العجيبة :الجزء الأول :


كانَ هناكَ مدينةٌ كبيرةٌ يعيشُ أهلُها على نهرٍ عظيم، وفي أحدِ الأيامِ جفَّ النهرُ تمامًا، فطلبَ الحاكمُ أن يبحثوا عن سرِّ جفافِ النهرِ قبلَ أن يموتَ الناسُ عطشًا. وكانَ في المدينةِ رجلٌ حكيمٌ يُدعى نُعمان، وكان له ابنٌ ذكيٌّ يُدعى فارس وقد أتى إلى النهرِ ليشاهدَ كيفَ جفَّ.. ففكرَ فارسُ قليلاً ثم رفعَ رأسهُ إلى الجبلِ الذي ينبَعُ منهُ النهرُ وقال: حتمًا سأجدُ السرَّ هناك. فقالَ لوالدهِ: سأصعدُ إلى قمةِ الجبلِ لأعرفَ سرَّ جفافِ النهر.

 فقال له: يا ولدِي الطريقُ الوحيدُ للصعودِ إلى الجبلِ ينتهي بمَغارةٍ عجيبةٍ ولم يصعد أحدٌ إليها من قبل ونجا.
فقال فارس: اطمئنَّ يا والدي.. سأعودُ بإذنِ الله. مشَى فارسُ في الطريقِ إلى الجبلِ ومعهُ زجاجةُ ماءٍ وقطعةُ خبزٍ وعصاةٌ خشبية.. وقبلَ أن يصعدَ الجبلَ رأَى سيدةً بجانبِها طفلٌ يَبكي، فاقتربَ منها وسألها: مَن أنتِ وما الذي يُبكي طفلكِ الصغيرَ هكذا؟!

قصة المغارة العجيبة :الجزء الثاني :


 فأجابتْ: أنا سيدةٌ فَقدتُ زوجى في الطريقِ إلى هنا.. وابني يبكي جوعًا وعطشًا.
 فَرقَّ لهما قلبُه وأعطاها زجاجةَ الماءِ وقطعةَ الخبزِ، ففرحتْ السيدةُ كثيرًا وقالت: شكرًا لك ، واعلم أنَّ معروفَكَ لن يضيعَ أبدًا وستجدهُ أمامَك.. تذكرْ كلامى جيدًا.
 وفي طريقهِ وجدَ رجلًا عجوزًا يجلسُ على صخرةٍ، فذهبَ إليهِ وسألَهُ: لماذا أنتَ حزينٌ يا عمَّاه؟

فأجابَ الرجلُ: كُسِرتْ عصاتِي التي أتوكَّأُ عليها. فقال لهُ: خذْ عَصاتي ولا تحزنْ.
فَرِح الرجلُ وشكرَ فارس ودعا له بالخير.. وفى طريقهِ شعرَ بالتعبِ والجوعِ، فقررَ أنْ يستريحَ قليلاً فجلسَ على صخرةٍ فنظرَ أمامَهُ فوجدَ وحشًا عملاقا يتجهُ نحوَهُ فنهضَ مسرعًا واختبأَ خلفَ الصخرةِ، فسمِعَ صوتًا يقول: لا تخفْ فأنا لن أمَسَّك بسوء..
 فقال له: ما هذا الصوتُ؟ ومن أنتَ؟
فسمعَ الصوتَ يقول: إنَّه أنا، حارس المغارة.. اظهر ولا تخف..

قصة المغارة العجيبة :الجزء الثالث :


 فالتفَّ فارسُ وخرجَ مِن خلفِ الصخرةِ وقال له: عجبًا كيفَ تتكلمُ أيها العملاقُ؟!
فردَّ العملاقُ قائلا: أنا حارسُ طريقِ المغارة.. فسألهُ فارسُ قائلا: هل ستسمحُ لي بأنْ أدخلَ المغارة؟
فرد قائلا: ولماذا تريدُ دخولَ المغارة؟
فقال فارسُ: لأعرفَ سببَ جفافِ النهرِ وأنقذَ أهلَ المدينةِ مِن الموتِ عطشًا.
فقال له: حسنا.. إن كنتَ تريدُ أن تفعلَ الخيرَ فلن أمنعَك.. ولكن إيَّاك أن تطمعَ في صخورِ المغارةِ كمن سبقك..

 فقالَ فارس: صخورِ المغارة! وكيفَ أطمعُ فى صخرة! هل هى قيِّمة!
 فرد قائلا: ستعرفُ عندما تصلُ إلى هناك.. والآن اذهبْ إلى المغارة .
فقال فارس: حسنا سأذهب، وأشكركَ أيها الحارسُ الطيب.
وصلَ فارسُ إلى المغارةِ ودخلَ إليها، فاندهشَ من جمالِها واقتربَ من جُدرانِها فصاحَ في دهشةٍ وقال: ما هذا؟! سبحانَ الله.. جواهرُ تزينُها!
ومدَّ يدَهُ ليمسكَ إحداها، ولكنهُ قبلَ أن يُمْسكها توقَّفَ فجأةً وتذكرَ قولَ العملاقِ له فتراجعَ ! وقال: هذا ما حذرَني منه حارسُ طريقِ المغارةِ فلن أتهورَ كمن سبقوني.. وتقدمَ داخلَ المغارةِ فوجدَ رجالًا متحجِّرينَ بجانبِ جدرانِ المغارةِ وفي أيديهم جواهرُ من الجدار.

قصة المغارة العجيبة :الجزء الرابع :


 فقال: الحمد لله أَني لم أَلمسِ الجواهر...
 وواصلَ سيرَهُ داخلَ المغارةِ، وتوقفَ فجأةً عندما رأى أمامَهُ السيدةَ وطفلَها والرجلَ العجوزَ الذين التقَى بهم في طريقِه وقد جلسوا علَى بساطٍ مِن حريرٍ يرتفعُ عنْ أرضِ المغارةِ وكأنه يطيرُ، فصاحَ في دهشةٍ: كيف وصلتم إلى هنا قبلي!
فردَّ العجوزُ قائلا: نحنُ سكانُ المغارةِ يافتَى، وقد كنا نختبرُكَ عندما طلبْنَا مساعدَتَك وأنتَ الوحيدُ الذي ساعدَنا من بينِ كلِّ مَن سبقوكَ للمغارة. فقال فارس: أنا لا أفهمُ سِرَّ تلكَ المغارةِ العجيبةِ حقًا، ولكنى هنا لأساعدَ أهلَ مدينتي وأعرفَ سرَّ جفافِ النهر..

 فقالت له السيدةُ: أتذْكُرُ حينما قلتُ لكَ أنَّ معروفَكَ لنْ يضيعَ أبدا وستجدُهُ أمامَك؟
 فقال لها: نعمْ أذكرُ جيدا..
 فقالت له: في آخرِ المغارةِ ستجدُ نبعَا من الماءِ العذبِ تقفُ عليها زهرةٌ جميلة.. فقل لها: سلامٌ لكِ مِن حارسِ المغارةِ الذي رَوَاكِ اليومَ بزجاجةِ ماء، وسوفَ تدُلُّكَ على سببِ جفافِ النهر.
 فتقدمَ إلى آخرِ المغارةِ فوجدَ نبعَ الماءِ وتقفُ فوقَهُ زهرةٌ جميلةٌ.
فقال لها: سلامٌ لكِ من حارسِ المغارةِ الذي رَوَاكِ اليومَ بزجاجةِ ماء .

قصة المغارة العجيبة :الجزء الخامس :


فقالت له: أهلًا بكَ في نَبْعي الصَّافي، ماذا تريد؟ فقال: أريدُ أن أعرفَ لماذا جفَّ نهرُ مدينتي؟ فقالتِ الزهرةُ: النهرُ ينبَعُ مِن هذا النبعِ الصافي، وقد وقعَتْ صخرةٌ في النبْعِ أمس، وحجبتْ سريانَهُ للمدينة.
 فقال فارس: وكيفَ لي أن أُزِيلَها كي تعودَ مياهُ النهر؟
 فقالت: انزلْ في النبعِ وادفعها بعيدا عنِ الطريقِ فقط .

فنزلَ فارسُ وحاولَ أن يحرِّكَها.. ولكنَّها كانت ثقيلة، فخرجَ من النبعِ وقال: الصخرةُ كبيرةٌ ولا أقْوَى على تحريكها.
فقالت: لقد علمَ بذلكَ شيخُ المغارةِ وتركَ لكَ هذه...
 فنظرَ فارسُ وإذ به يرَى العصا الخشبيةَ التي كانت معه وأعطاها للرجلِ العجوز.. وقالت: لقد أعطاني هذه العصا الخشبيةَ وقال لي أنْ أخبركَ أنَّ عملَ الخيرِ لا يضيعُ أبدا.
فتناولها فارسُ ونزلَ وأبعدَ الصخرة. وعاد الماء للنهر وعمت السعادة .

لمشاهدة فيديو القصة

أتمنى أنكم عشتم معي أحداث هذه الحكاية العجيبة والممتعة وٱستفدتم بها ويجب أن يقرأ  أولادكم القصص لأنها تعلمهم الأخلاق والتربية الحسنة ومجموعة من الأشياء الأخرى .
خلاصة ، أدعوكم إلى حفظ رابط موقعنا ( 9issass.xyz ) لأننا ننشر كل يوم أو يومين قصة جديدة ومفيدة .
شكرا لكم على القراءة .
النهاية .
القصتين السابقتين :
قصة القط ذو الحذاء :
 قصة عقلة الأصبع : قصص ما قبل النوم للأطفال :