قصة غريبة حدثت داخل السجون الألمانية.

قصة غريبة حدثت داخل السجون الألمانية.

قصص الاطفال

قصة غريبة حدثت داخل السجون الألمانية.



 قصص للأطفال : قصة غريبة حدثت داخل السجون الألمانية.


الجزء الأول :


في حقبةِ الستينياتِ من القرنِ المنصرمِ بأحدِ السجونِ الألمانيةِ وقعت حادثةٌ غريبةٌ، حيثُ كان السجناءُ الذين يقضونَ فترةَ العقوبةِ هناكَ يعَانونَ من قسوةِ الحراسِ وسوءِ معاملتِهِم لهمْ، ولكن على عكسِ الجميعِ كانَ هناكَ سجينٌ واحدٌ فقط، محكومٌ عليهِ بالسجنِ لفترةٍ طويلة، على الرغم من ذلك كان باستثناءِ جميعِ السجناءِ ، يحظى بمعاملةٍ راقيةٍ وامتيازاتٍ جيدةٍ من قِبلِ حراسِ السجن. الأمر الذي جعلَ باقي المساجينَ يتعجبونَ من هذا الوضعِ الغريبِ حتى أنهم أجمعوا بعد ذلك أنَّ هذا السجينَ عميلٌ تم زرعُهُ معهم لينقِلَ أخبارَهُم لحراسِ السجنِ والمسؤولينَ عنه، فلم يكن هناك تبريرٌ منطقيٌ أمامهم لتلك المعاملةِ الخاصةِ سوى هذا، وكان ذلك السجينُ يُقْسِمُ لهم دائمًا أنه مجردُ سجينٍ مثلَهُم، ليس له أيُّ صِلَةٍ أو رابطةٍ بحراسِ السجنِ. 


 الجزء الثاني :


ولكنَّ السجناءَ لم يصدقوا كلامَهُ هذا وشككوا فيه، وحتى يُثْبِتَ لهم صِدْقَ ما يقولُ أخبرهم عنِ السببِ الذي يجعلُ حراسَ السجنِ يعاملونهُ باحترامٍ وبأسلوبٍ مختلفٍ عن الآخرينَ، وذلك لأنه لم يجد مفرًا سوى إخبارِهُم بالحقيقة، وكان هذا بعد أن اجتمعَ معَ كلِّ المساجينِ وسألهم: ماذا تكتبون في رسائِلِكُمُ الأسبوعيةِ التي تُرْسِلُونَها لأقاربكم. فقالَ الجميعُ: نكتب لهم عن أحوالِنا وقسوةِ وظلم حراسِ السجنِ معنا وكراهيتِنا لهم ولأيامِ السجنِ الطويلة. فابتسم السجينُ بعد كلامِهِم هذا وقال: هنا يكمنُ حلُّ اللغزِ، فأنا حينما أقومُ بمراسلةِ زوجتي كلَّ أسبوعٍ أطمئِنُها على حالي، وأذكرُ في السطورِ الأخيرةِ من الرسالةِ محاسنَ حراسِ السجنِ ومعاملتَهَمُ الجيدةَ لي، حتى أنني ألجأُ للكذبِ في بعضِ الأحيانِ وأمدحُ بعضَ الحراسِ بالاسم في رسائلي لزوجتي. 


الجزء الثالث : 


تعجبَ السجناءُ كثيرًا من كلامِهِ، فهُم يعرفون جيدًا مدى قسوةِ الحراسِ وظلمِهِم، وسأله أحدُ السُّجناءِ عن دَخْلِ كلِّ تِلْكَ الامتيازاتِ التي يحصُلُ عليها بالرسائل الأسبوعية، فرد عليه: إن كلَّ الرسائلِ التي نكتبُهَا لا تخرجُ من السجنِ إلا بعد أن يقرأَهَا الحُرَّاسُ ، وبالتالي فهم يطلِعُونَ على كلِّ كبيرةٍ نكتُبَهَا في رسائلنا. وهكذا يستطيعونَ معرفةَ مَن مِنا يُقدِرُهم ومن منا يكرَهُهُم، من منا يمجِّدُ فيهم ومن منا يوبخ، إليكم نصيحتي أيها الزملاءُ غيروا طريقةَ كتابةِ رسائِلِكُم وستشاهدونَ الفرقَ في المعاملة، وبالفعل في الأسبوع التالي تفاجأَ السجناءُ بأنَّ جميعَ الحراسِ قد غيروا معاملَتَهُم لهم تمامًا ولكن للأسوأ، حتى أنَّ صاحبَهُم نفسَهُ كان معهم ينالُ أقسى العقوبة. فتعجب مما حدثَ فالرسالة التي أرسلها لزوجته كسابقِ رسائِلِه ، كلَّها تمتدحُ الحُراسَ والمعاملةَ الجيدةَ معه، وهنا شعرَ أن في الأمرِ سرًّا فاجتمعَ بالسجناءِ وسألهم عما كتبوهُ في رسائلِهِمُ الأسبوعيةِ ؟ فقالوا جميعًا: لقد كتبنا أنك علمتَنَا طريقةً جديدةً نستطيعُ بها خداعَ الحراسِ الأشرار، حتى نكسِبَ ثقتَهَم ورِضاهُم ونجعلَهُم يُحسِنونَ معامَلَتَنَا ، وذلك بأن نمدحَهُم كذبًا في الرسائل الأسبوعية ! 


ملخص القصة :


إنكَ قد تنصحُ الناسَ بما يضُرُّك، لذا يجبُ أن تختارَ جيدًا من تَبُحْ لَهُ بِسرِّك، فلا تَخْتَرْ إلا أمينًا يحفظُكَ ولا يسيء إليك مهما حدث، فالمرءُ منا حين يختارُ خليلَه يجعلْهُ مرآةً له ولعيوبِهِ ويطَّلِعُ على نُقاطِ ضعفِهِ وقوَّتِه.

شاهد فيديو القصة :